وسط حمي الهجوم والغضب والتهديد والوعيد والنفخ في الكراهية التي تقودها أبواق وأقلام في بلدنا، ألا يصح أن نسمع غيرنا، ونقرأ أحدا من خارجنا، لنعرف ما رأيه فينا مثلاً وفي الموضوع هنا آثرنا أن نختار من مقالات كتاب وصحفيين أصدقاء للنظام المصري ولم يحدث يوماً أن عاتبوه أو هاجموه، بل هم في خندقه تماما في مواجهة المتعاطفين مثلا مع حزب الله وحماس
اخترنا واحدا من أبرز المشيدين بالحكم المصري في جريدة الشرق الأوسط، وهو رئيس تحريرها طارق الحميد الذي كتب يقول في مقاله
مصر والجزائر.. ما هذا؟
«كل من يتابع تداعيات مباراة كرة القدم التأهيلية لكأس العالم بين مصر والجزائر التي أقيمت في السودان، لا يملك إلا أن يصاب بالذهول الشديد، بل الحمد الله أن ليس بين مصر والجزائر حدود برية، وإلا لربما حدث ما لا يحمد عقباه، لأن ما يحدث اليوم يوحي أن الأمور كانت ستسير إلي منحي مأساوي آخر.. لكن يجب ألا تصل الأمور إلي هذا الحد من الحدة والغليان، والاعتداءات، وإثارة الشغب، واستدعاء السفراء، وكل هذا التشنج، فكم كان لافتاً أيضاً حجم رجال القوات المسلحة السودانية في ملعب المباراة وكأنهم علي جبهة قتال وليس في ملعب كرة القدم.. إذاً المسألة أعقد، وأبعد من كرة قدم بكل تأكيد، فما نراه من احتقان وأعمال عنف اليوم أسبابه متعددة ومنها إعلام تحريضي، مرئي ومكتوب، لا يتسم بأي مسئولية أو مهنية من كلا البلدين، وبعض المسئولين الرياضيين من كلا البلدين أيضاً أبعد ما يكونون عن الأخلاق الرياضية ومفهوم أن الفوز والخسارة هما أساس كرة القدم، وهناك أمر آخر مهم، وهو أن البعض في عالمنا العربي يريد اختزال كل مشاكله اليومية، الصغير منها والكبير، الأساسي والهامشي في الفوز بنقاط مباراة كرة، فمن يفوز يعتقد أن الفوز في مباراة واحدة أو بطولة، قد حل كل مشاكله، ومن يخسر يجد أن أبواب الجحيم قد فتحت أمامه من كل أطياف المجتمع، لأنها لحظة تصفية الحساب والتصيد السياسي، وهذا أمر مؤسف ومزعج. في مباراة مصر والجزائر لم ينته الأمر عند حد البلدين فقط، بل بلغ الأمر أن اجتمع مجلس الوزراء السوداني برئاسة الرئيس السوداني ليشيد بخطة تنظيم المباراة، وسامحونا إن قسونا بعض الشيء ولكن ماذا عن خطة تجنب تقسيم السودان؟ ولذا نقول انظروا إلي أين وصلت بنا الأمور
ومن كتابة الحميد الواضحة والجارحة إلي واحد من أهم كتاب لبنان المدعمين، بل والمتحالفين مع مصر الرسمية وهو سمير عطالله الذي كتب في الشرق الأوسط كذلك
الفائز في مباراة الخرطوم، ليس الجزائر ولا مصر، ولا طبعا الخرطوم، الفائز، جنوب أفريقيا
..
الباقون، مضحكون أو مزعجون، زعيق وهتافات فارغة وشعوب فقيرة تركب الطائرة والباصات بالآلاف لكي تصفق ضد بعضها البعض، وجماهير تنام علي الأرصفة لكي تنكد علي بعضها البعض، وفي النهاية المسألة كلها لا تتعدي ركلة كرة من المطاط في قفص من الخشب، وبعدها عاد الجزائريون إلي بلدهم منتشين بفرحة نصر سخيفة وعاد المصريون إلي أم الدنيا حزاني بهزيمة أكثر سخفا، وأعتذر أعتذر أعتذر، لهواة الكرة عن هذه التعابير، لكن ما حدث، من الألف إلي الياء، لم يكن مباراة في الكرة، بل كان مباراة في الجهل وفي الصفاقة وفي كشف الصدور البدائية والمريضة. جنوب أفريقيا دولة «استقلت» منذ حوالي العقد، سكانها ثلث سكان مصر، لديها ثروات طبيعية، لكن أيمن منها النفط وغاز الجزائر وتجربة جنوب أفريقيا في العقد الماضي تفوق تجارب الدول العربية الأفريقية الثلاث، في الاقتصاد وفي العلوم وفي السياحة وفي التربية.........، ما حدث خلال الأيام الماضية كان عرضا مشتركا لسذاجة الشعوب، مجموعات من الفقراء يعتقدون أن الشارع للصراخ لا للعمل والإنتاج، هل انتبهنا إلي أن عشرات الآلاف الذين جاءوا من مصر والجزائر، إما أنهم لا عمل لهم، وإما أنهم تركوا أعمالهم؟ سوف يخجلون جميعا عندما يذهبون إلي جنوب أفريقيا، عندما يرون طرقاتها ومنتجاتها عندما يكتشفون أن دخل الفرد فيها خمسة أضعاف دخل الفرد المصري والسوداني، ويزيد 30% علي دخل الفرد الجزائري»
ثم إلي عبدالرحمن الراشد رئيس تحرير قناة العربية الذي كتب يقول:
ودارت معركة تاريخية كانت لسوء حظ السودانيين أنها علي أراضيهم
ولو نظرنا إلي المشكلة الجماهيرية بملاحقها السياسية والإعلامية والشخصية، لفهمنا أنها لم تكن مجرد عقول فارغة، بل مبررة وتتجاوز الكرة والقدم، جماهيريا ظن المصريون بحساب جغرافي بسيط أن لهم الغلبة، فالجزائر بعيدة عن السودان بما يكفي لمنعها من الوجود، فحج ثلاثة آلاف مصري إلي الخرطوم، في حين هيأت الجزائر جسراً جوياً ونقلت عشرة آلاف مشجع من مواطنيها المتحمسين إلي هناك، فغصت العاصمة السودانية في ليلة واحدة بآلاف المتعصبين من الجانبين، لكن الميزان كان لصالح الجزائري ثلاثة لواحد، وبعد الهزيمة المرة للمنتخب المصري من الطبيعي أن يلجأ المهزومون إلي لوم الحكم والدولة المضيفة والجماهير العدوة، فهذه من تقاليد الكرة العربية في كل مكان لوم الآخرين علي الهزيمة.. أولاً.
الحقيقة أن في كل طرف من لعب دور المحرض وأشعل النار ونقل المسئولية، الأول عن الهزيمة يفترض أن يكون المنتخب، والمسئول الثاني إدارة فريق المنتخب المسئولة عن وضع استراتيجية اللعب، والمسئول الثالث الإعلام الذي وعد الناس بفوز لم يحدث وهكذا حتي السياسيون مسئولون عما حدث لأنهم كانوا يريدون الركوب علي أكتاف اللاعبين لو فازوا ويحملون معهم كأس النصر بعد الهزيمة، اللاعبون والمدرب والإدارة والإعلام والسياسيون نقلوا المسئولية إلي الجماهير.
والحقيقة أن الجزائر ليست بريئة من الاستغلال السياسي فهي صمتت سلبا، ولدي السياسيين الجزائريين أيضا رغبة التكسب من وراء الانتصار الكروي، وجعلوا اللاعبين يشيدون بالقيادة السياسية في كل تصريحاتهم مع أنني أشك أن أحدا من القادة في الجزائر يفهم شيئا في كرة القدم
7 comments:
الاعلام كان الانجم الاول فى الموضوع دة كلوا
شكرا للاختيارات دي
حتى المهللين والمؤيدين للنظام موش قادرين ينافقوا بسبب اللي حصل
اتعجب من قدره اعلامنا على نفاق علاء مبارك وتبني خطته التهديديه الانفعاليه ضد الجزائر
تحياتي
اذا تمردت على الله فانت تتمرد على كل جميل فالله لم يامر بقبح ولا غباء .اذا تمردت على الله فلتتزوج المحارم ولتزنى بهن فالله لم يامر بهذا وتمردك عليه يعنى انت تفعل كل ما نهى عنه فلتزنى بمحارمك اتستطيع ؟ اقول لك لن تستطيع انها الفترة التى خلقك الله عليها فلتقتل اباك او صديقك فلتسرق فلتنهب فلتغتصب وانت اذ تفعل فانت تتمرد على الله لانه ما امر بهذا لتدعوا اقربائك الى امتهان الزنا والرزيلة لتثبت تمردك على الله فقد نهى عن ذلك ارجو ان تعيد التفكير فى كلامك وفى طريقتك
يجب أن نسمع أيضاً الأصوات الحكيمه لدينا منها الكثير
لكن اعلامنا يصرخ خلف الصارخين المهللين المشعللين
عشان يلهينا عن سوءاته
والفشل للأسف ماذال مقيم عندنا
تحياتى
الله
انت طلعت اسكندرانى ياميدو ؟؟؟
احمد سعيد
اى نعم
انا اسكندرانى
طب كويس والله
بلديات بدراوى يعنى
Post a Comment