أسامة عبد الرحيم *
ثانياً وهو الأهم وضع خطين أزرقين فوق وتحت هذا الغراب الرسمي ليماثل شعار كيان الاحتلال الصهيوني "الشقيق"..!
فبعد أن نفذ الاحتلال الجزء المكلف به من الخطة التي اتفقت عليها وزيرة خارجية الاحتلال في القاهرة ضد حكومة المقاومة والصمود في غزة، والتي تتلخص في حرق غزة وعجن لحمها وتسويتها بالأرض؛ لصالح عودة سلطة عباس - كرزاي رام الله- إليها مرة أخري فوق الدبابات الصهيونية.
جاء دور النظام المصري ليعلن وزير خارجيته أنه قد حذر حكومة الصمود من مغبة المقاومة " العبثية" وانه كان من الواجب عليها الاستسلام كما فعلت الثيران العربية من قبل، وحمل حماس دماء الشهداء التي شاركت في سفكها مصر.
جاء "أبو الغيط" ممسكاً بقميص غزة ملوحاً بتصريحات كذب بأنه قد تم السماح بفتح المقابر في رفح لاستقبال الشهداء والمستشفيات لاستقبال الجرحى الفارين من حلقة النار؛ فانتفضت الشعوب عن بكرة أبيها تهتف غاضبة:" بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ".
يا "أبو الغيط " بقع الدم الموجودة في مسرح الجريمة تعتبر دليلا مهما في كشف الجرائم ومرتكبيها، ويديك الملطخة بالاتفاق مع ليفني في القاهرة ليلة الهجوم الوحشي تعتبر تحريضاً صريحاً للقاتل الصهيوني يعاقب عليه القانون الدولي الجنائي.
لحم غزة المر الذي استعصى تمزيقه على أنياب اولمرت وليفني وباراك وشارون من قبل، مزقه النظام المصري للحفاظ على أمنه هو من جهة -لا أمن مصر كما زعم - ومن جهة ثانية للحفاظ على أمن كيان الاحتلال الذي يمنح (الأيزو) لبقاء الأنظمة في كراسيها، ويمنحها درجات الثقة عند السيد الأمريكي.
خرج " أبو الغيط" بين الحين والآخر محاولاً امتصاص غضبة الشعب ملقياً كذباته الحمقاء بأن معبر رفح مفتوح على مصراعيه وأن حماس ترفض مرور الجرحى، وظن " أبو الغيط" أن الشعوب نسيت هذه التمثيلية الفاشلة التي تكررت تفاصيلها مع حجاج القطاع منذ أسابيع لا تزيد .
وياليت النظام المصري فعل فعلة الغراب الذي بعثه الله يبحث في الأرض ليواري سوأة أخيه الشهيد في غزة، بل على العكس من ذلك خرجت كلمات "أبو الغيط" في مؤتمر بحضور رئيس السلطة الانقلابية - كرزاي رام الله - يراوغ لمنع عقد قمة عربية يعلم يقيناً كم من "الأحذية" تنتظره في حال حضوره فيها، ويا ليته اعترف نادماً أمام الشعوب العربية بالقول "يا ويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي فأصبح من النادمين".
العالم كله يتداول الآن أكبر عملية تواطؤ سيذكرها التاريخ للأسف، حيث كشفت مصادر دبلوماسية عربية – وليست صهيونية فقط- وثيقة تثبت أن القاهرة تورطت بالتستر على الهجوم، بل مارست التضليل على حكومة غزة وأقنعتها أن تهديدات الاحتلال إعلامية فحسب، وهو ما تسبب في بقاء أفراد أجهزة الشرطة الفلسطينية وعناصر المقاومة في أماكنهم مما سهل اقتناص الطائرات الصهيونية لأكبر عدد منهم كما ظهر جلياً على الفضائيات.
وكشفت الصحف من المحيط إلي الخليج بل حتى الصحف الصهيونية كشفت هي الأخرى إن القاهرة شددت على وزيرة خارجية الاحتلال تسيبي ليفني على ضرورة تجنب وقوع ضحايا في أوساط المدنيين خلال العملية العسكرية حتى لا تستخدم صور الأبرياء في تأليب الشارع العربي ضد أنظمته العميلة المتواطئة، وهو ما لم تفي به ليفني فوضعت كرامة الأنظمة تحت قدميها وفضلت كسب مزيد من الدماء وانتهاز التواطؤ الرسمي العربي.
أبلغ النظام المصري – الوسيط النزيه !!- حماس ليل الجمعة بأن الاحتلال موافق على البدء بمفاوضات للوصول إلى تهدئة جديدة، وأنه لن يشن هجوم على قطاع غزة قبل استنفاد القاهرة كل جهودها للوصول إلى تهدئة ما بين تل أبيب وفصائل المقاومة.
أدى تأكيد النظام المصري – الوسيط النزيه !!- لحماس بأن الاحتلال لن يشن هجوماً على قطاع غزة، إلى ثقة وزارة الداخلية في الحكومة الفلسطينية بالرسائل المصرية الرسمية وأوقفت الإجراءات المتبعة في هذه الحالة الخطرة وأهمها إخلاء المقرات الأمنية الفلسطينية.
لقد اتبعت وزارة الداخلية التابعة لحماس إخلاء المقرات الأمنية في القطاع عند كل تهديد صهيوني، إلا أنها هذه المرة لم تخل المقرات الأمنية بناء على تطمينات النظام المصري – الوسيط النزيه !!- للحركة قبل الهجوم بليلة واحدة.
أكد النظام المصري – الوسيط النزيه !!- للشهداء الذين سقطوا بأن الاحتلال لن يقوم بأي هجوم على قطاع غزة خلال الـ 48 ساعة القادمة، أقسم بالعروبة والدم وأغلظ الأيمان أنه لن يفعل خاصة أن يوم السبت عطلة رسمية ودينية عند اليهود، ولن تقدم خلالها على البدء بهجوم على القطاع.
وتبين فيما بعد أن النظام المصري – الوسيط النزيه !!- اشترك في خديعة حماس والتغرير بها، من خلال التأكيد لها بأن الاحتلال لن يشن هجوم على القطاع، وهذا ما أكدته وزيرة الخارجية الصهيونية تسيبي ليفني في لقائها الخميس بالرئيس مبارك وفق ما بُلغت به حماس من خلال مساعدين لمدير المخابرات المصري.
أخيراً وبعيداً عن مشاعر القهر والغضب التي تغلي في الصدور، وبالنظر إلى نصف الكوب المملوء سنجد أن دماء غزة لم تفضح النظام المصري ورجالاته فحسب، بل كشفت أن الأنظمة العربية مجرد دمى يحركها البنتاجون والكنيست كيفما يشاء، تؤمر فتطيع وتؤيد وتتواطأ وتحاكم الذبيحة وتشد على يد الجلاد.
وكللت الغارات الصهيونية هذه الأنظمة بالعار، حيث أنها ومن أجل البقاء في كراسي الحكم، أو من اجل حفنة من الدولارات باعت مليون ونصف المليون بثمن بخس دراهم معدودة لكيان الاحتلال الصهيوني.
هكذا أصبح أكبر الأنظمة بين يوم وليلة اقل من اصغر عميل يأتمر بأمر المحتل لتشويه صورة انتصار حفرته دماء شهداء الشعب المصري – الذي لم يعد ينتمي إليه- في سيناء المتاخمة لغزة المحاصرة عام 73.
لقد أكد المراسلون الميدانيون من داخل حلقة النار محض كذبك يا " أبو الغيط" فعلى من تكذب ولمصلحة من تتواطأ ، وماذا أخذتم لتسلموا غزة حبيسة جائعة قطع العطش حلقها ومزق حصاركم جسدها، وأتي القصف الصهيوني الوحشي على كل شئ تقريباً يتحرك، لا فرق بين شيخ ومقاوم وطفل وامرأة طالما تم رصدت طائراتهم قلب فلسطيني ينبض بالصمود والمقاومة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ